--------------------------------------------------------------------------------
شاب حياته قد انقلبت،وكان على وشك الانهيار حين فوجىء بان الفتاة التى احبها واحبته،تخلت عنه لمجرد انها وجدت من هو اكثر منه ثراء.
وقد تعرف بتلك الفتاة فى الجامعة،وتبادلا اعجابا شديدا،ثم حبا عميقا وعلى الرغم من كونه متوسط الحال،فقد كانت دائما تؤكد له انها لا تهتم بهذا الجانب ،فالمهم هو حبهما احدهما للاخر وعلاقتهما المخلصة.
وقد تقدم لخطبتها ،ورحب به اهلها لانهم وجدوه ذا سلوك طيب واخلاق حميدة..................ولم يكن يخطر بباله،ان هذه العلاقة قد يقضى عليها يوما بالانتهاء.
ولقد صدم بالمفاجأة المؤلمة،كان فى محاولة مستمرة للوصول الى شىء واحد،الا وهو نسيان تلك الفتاة التى طالما عبرت له عن حبها ووفائها. وللأسف،لم يكن ذلك الا مجرد كلام ذهب ادراج الرياح.
وقد حاول ان يفتش عن ذلك النسيان فى كل شىء . فتش عنه فى علاقات بفتيات اخريات،فى احتساء الخمر،ثم فى تجربة المخدرات.
ولم يجن من كل ذلك الا الشعور بالنقص والضعف.
واخيرا،اعلن انه نجح فى جزء من المهمة،اى انه استطاع ان ينسى هذه الفتاة بعض الشىء،ولكنه لم يستطيع ان يرد ماقد سلب منه.........
لم يستطع ان يرد لقلبه شبابه،او يسترد ابتسامته او ثقته بنفسه وبمن حوله.
وادرك ان هناك شيئا اخر يحتاج اليه ليسترد نفسه. وهنا توجه الى الله سبحانه وتعالى،راجيا منه ان يريح قلبه الكئيب،ويرد اليه مافقد،ويشفيه من جرحه العميق.
وادرك ان عليه ان يعى امرا اكثرعمقا ! وهو حاجته الى خطوة اسبق من الشفاء،الا وهى الغفران.
نعم..............هو يرى ان هذه الفتاة لا تستحق ان يغفر لها مافعلته.
فكيف يكون هو المساء اليه،ويبدأبالغفران والتسامح؟الا يعد ذلك ظلما؟!
لكنه،حين امعن فى التفكير،وجد ان قلبه وحياته هما المتضرران،وادرك انه فى حاجة الى ان يطلق ذلك الحمل البغيض من داخل قلبه،ويعود حر النفس كما كان.
عندئذ،سأل الله سبحانه وتعالى ان يعينه على ان يغفر لتلك الفتاة،واستغفره كذلك عن كل معصية فعلها.
وبمرور الايام،استطاع ان يتغلب على شعوره بالظلم والشفقة على النفس التى كانت بداخله.
انه يشكر الله سبحانه وتعالى كثيرا جدا لانه فتح عينيه على ذلك الامر الذى يعتبره كنزا يفوق قيمة النسيان،لان الغفران اصبح بمثابة درع واق ضد كل جرح من هذا النوع،قد يتعرض له فى المستقبل.
وعلت وجهه ابتسامة مريحة وهو يؤكد ان نفسه قد شفيت،بل وقلبه ايضا..............فالنسيان نعمة،ولكن الغفران هو السبيل الى الشفاء الحقيقى والكامل.
الأحد نوفمبر 04, 2007 2:48 pm
